من اي بلد : العراقعدد المساهمات : 357 نقاط : 1052 تاريخ التسجيل : 09/02/2011 العمر : 31 الموقع : www.mcd3.com
موضوع: بأخلاقنا .. لا بأخلاقهم الأحد أغسطس 14, 2011 6:48 pm
بأخلاقنا لا بأخلاقهم
قاعدة يحسن أن تتذكرها: (( أن تتعامل مع الناس جميعاً بأخلاقك لا بأخلاق الآخرين معك )) .
فالذي يعامل الناس بأخلاقهم معه يصبح كشكولاً أو خليطاً من الأخلاق ، مرة بخلق حسن وآخر بخلق بغيض بناء على تعاملات الناس معه وتصرفاتهم تجاهه .
ومع الأبناء الأمر يزداد إلحاحاً أن نتعامل معهم بما تمليه علينا أخلاقنا الإيمانية التي ندين بها لربنا سبحانه ، وألا تدفعنا بعض مساوئ أخلاقهم أن نواجههم بمثلها..
تأمل معي أن يكون لك منهج أخلاقي صالح مع أبنائك ، فمهما أخطأوا معك فلا تخطئ معهم، ومهما جفوا تجاهك فلا تجفوا تجاههم ، ومهما شغلتهم الحياة وانشغلوا بأنفسهم عنك فلا تنسهم ولا تنشغل عنهم .
لاشك أن صاحب الخلق السيء والسلوك المعوج يحتاج من أبيه أن يربيه ويؤدبه، لكن لا يمكن أن تكون التربية والتهذيب بالأخلاق السيئة أو بمثل ما يقدمه الولد من خطأ..
فالأب والأم يبقيان في مقامهما من التوقير والتقدير ، وفي مكانهما من الفضل، فيترفعان عن مقابلة السيئة بالسيئة، والخطأ بالخطأ مهما حدث، فتبقى صفحتهما بيضاء نقية لا شائبة فيها حتى يلقيا ربهما سبحانه.
لاشك أن بعض الأبناء قد يسيء إلى والديه من جهله أو مراهقته أو صغره أو غضبه، أو قلة تجربته أو قلة علمه، فلا يغرينك ذلك أيها الوالد أن تساوي نفسك به ولا أن تضع نفسك في مقام انتقام منه، فهو جزء منك إنما يحتاج منك إلى تقويم وتوجيه وإصلاح لا إلى انتقام ورد فعل بفعل.. وثق تماماً أن ذلك الابن الذي سبق منه السلوك الخاطئ ما إن يراك قد رددت السيئة بالحسنة وعفوت وغفرت ولم تقابل الإساءة بمثلها إلا وسيبدأ بالندم وستكون بداية فارقة في إصلاحه .
وأبناؤنا لا ينسون الإساءة ، كما إن كثيراً منهم لا ينسون المعروف، وقد نتفق أن فترات مثل المراهقة وبداية الشباب قد لا يشعر فيها الابن ولا ينتبه وقد يظل غافلاً فترات وفترات ، لكنهم بعد ذلك ينتبهون ويراجعون أنفسهم وساعتها سيعلمون ما قدمت لهم وما بذلت من أجلهم وصبرت عليهم .
إننا كثيراً ما نتجرأ على جرح أبنائنا وزوجاتنا وإخواننا، بينما لا نجد الجرأة على أنفسنا، التي بين ضلوعنا، فإذا كان هذا حالنا أليس حقيقاً علينا أن نرفق بالآخرين خصوصاً إذا كانوا جزءاً منا ..؟!
لقد سمعت أحد الإخوان يقول عن أبنائه: (والله إنهم يسيئون إليّ فأحسن إليهم، فقد يخطئ أحدهم فما تمر ساعات إلا وقد أهدي له هدية ، فلربما أصابهم الحياء والخجل حتى إنهم لا يستطيعون مواجهتي خجلاً مما فعلوا معي بينما أنا أهديهم بالسيئة حسنة وبالسوء فضلاً، وربما أطرق عليهم غرفهم وأهدي لهم هدايا بعد أن أجلس معهم جلسة وأتكلم معهم برفق وبلطف وبأسلوب الأب وبتأديبه ثم بعد ذلك أضع لهم الهدية والعطاء ).
لكم أود أن نطبق هذا المعنى مع أبنائنا، فتكون صفحاتنا بيضاء ناصعة، فنعاملهم بأخلاقنا لا بأخلاقهم معنا